Saturday, February 25, 2017

عن مايكل كورليوني و أشياء أخري.




لا أظن إن أشد نقاد السينما كرها لحياته و للسينما أو حتي أشد صديقات أل باتشينو السابقات كرها له تقدر تنكر عبقرية و براعة أل في دور " مايكل كورليوني " في سلسلة العراب..الدور الي باتشينو مكانش مرشح ليه من الأساس و شركة إنتاج الجزء الأول من الفيلم مكانتش موافقة عليه بسبب أن باتشينو لا يمتلك الكاريزما المطلوبة أو الخبرة الكافية..هو نفسه الدور الي خلي نجم أل باتشينو يبقي عالي أوي و يخليه أحد أشهر شباب هوليوود في الوقت ده..هو نفسه الدور الي أنا شخصيا بعتبره أكثر دور متقن و أحد أروع و أفضل الأداءات في تاريخ السينما إن لم يكن الأروع..و غالبا بعد كل ده لسه ما أدينالوش حقه برضو...

لكن بعيدا عن مدي روعة الدور و كل حاجة..قد تكون النقطة الأكثر إثارة في شخصية مايكل كورليوني هي تحوله من الولد الأصغر الشريف الطيب..المتطوع في الجيش لخدمة البلد الي هاجر ليها تعبيرا عن ولائه ليها..الغير مشترك في أعمال مافيا العيلة...الشاب الملئ بالحب و نظرات الطيبة و الأشمئزاز من كل هو قبيح...إلي أحد أشر و أطغي الشخصيات الشريرة في تاريخ السينما...من مايكي الشاب اللطيف..إلي الدون كورليوني مصدر الأوامر بالقتل الوحشي...قاتل أخوه من نفس دمه..مغلق الباب في وجه طليقته و طردها و منعها من حضن أطفالها..مخطط عملية القتل الأشهر في تاريخ السينما في المشهد الأخير من العراب 1....تحول شخصية لو قعدت تفكر فيه دماغك هتلف و غالبا مش هتلاقي أجابات لكل أسألتك...الأكثر إثارة في الموضوع إن مايكي مأردش أنه يكون الدون كورليوني في يوم من الأيام...و إن الموضوع كله جه محض الصدفة أو بإختيار منه بتحمل مسئولية عيلته عشان إسم العيلة ميقعش و كل الي بناه والده ميروحش و الإنتقام لوالده و أخوه بعد وفاة الاول و مقتل الثاني...و الي رغم أنه كان إختيار خاطئ بأعتراف مايكي في أخر جزء من العراب لما قال جملته الشهيرة.." فقط عندما ظننت أني خرجت, أعادوني ثانية " قاصدا..كل أعمال المافيا و القتل و أعمال العائلة..لكن أكثر ما يعجبني في مايكي رغم شره و طغيانه..هو شجاعته في تحمل عواقب إختياره أو حتي ما أجبر..فهو طوال أجزاء سلسلة العراب الثلاثة لم يلم أحدا علي الشخصية التي أصبح عليها...لم يلم أحدا علي أنه أصبح الدون كورليوني رغم أن أحلامه كانت أن يصبح مايكي الشاب اللطيف اللبق ربما سيناتور يوما ما..لكنه رغم ذلك تحمل قراره و إختياره الخاطي بكل شجاعة.

في أوقات كتير بنمر بنفس الموقف..قدامنا عدد من الإختيارات...غالبا كل أختيار بيكون فيه الصح و فيه الغلط لأن مفيش حاجة بتبقي صح مطلقة أو غلط مطلق...و حتي القرار الغلط المطلق بناخد منه إستفادة و هي إننا بنتعلم منه أو بندرك أن إحنا حمير تماما...كل الفكرة أنك لما تختار حاجة كملها للأخر...تحمل عواقبها و نتايجها بكل شجاعة طلاما مش هتقدر تغير القرار ده...لو تبينت أن القرار خاطيء و هتعرف تغيره غيره بسرعه...لكن لو مقدرتش..تحمل عواقبه..متلومش حد...متقولش أصل الدنيا أجبرتني إني أختار كده...محدش أجبرك أنك تختار حاجة...اه ظروف الحياة قوية و صعبة و أحيانا كتير بتبقي أقوي مننا كمان..احنا مش هندعي القوة و خلاص...بس مفيش ولا مرة الحياة بتحطك قدام أوبشن واحد..دايما قدامك أكتر من أوبشن...ممكن تختار الصح فيهم و ممكن تختار الغلط...و أهي في الأخر التجربة بتعلم...كل الموضوع إنك لما تتحول من مايكي للدون كورليوني بسبب إختيارك..خليك زي الدون كورليوني في شجاعته في تحمل عواقب إختيارك حتي لو ستكون نهايتك حزينة زيه.  

No comments:

Post a Comment